6ولقد كان الدافع الأكبر الذي دفعني للتصدِّي لهؤلاء، هو ذلك العُفْن والتطرُّف والتخلُّف الفكري الذي يسود واقع المسلمين، بسبب الطرح الوهابي الذي يتحدّثون بلسانه، ويدعون له ويباركونه، ذلك الطرح الذي تمكَّن من اختراق المؤسَّسات، واستقطاب الرموز الإسلاميّة ببركات النفط.
وما زاد الأمر سوءاً، بروز العديد من الفقهاء الصغار، حَمَلَة الأسفار، الذين تربُّوا في أحضان أئمَّة الوهابية ثُمَّ تمرَّدوا عليهم، ليُحدثوا البلبلة في صفوف المسلمين، ويُحدثوا شرخاً كبيراً في جدار الوهابية المعاصرة، ويُضيفوا أزمةً جديدة إلى أزماتها.
من هنا، فإنَّ كتابي هذا، ليس إلاّ محاولة لدَقِّ ناقوس الخطر، من أجل تنبيه المسلمين إلى المؤامرة التي ينسج خيوطها من حولهم أعداء الإسلام، بواسطة آلسعود، تحت ستار التوحيد، مُستخدمين أئمّة الوهابية كأداة لتنفيذها.
والهدف من هذه المُؤامرة هو أنْ تصبّ الحركات والمؤسّسات والرموز الإسلاميّة في مَصبِّ القوى الكافرة المتربِّصة، التي تتزعّمها أمريكا وحلفاؤها، الذين يقفون من وراء آل سعود، قرن الشيطان في هذا الزمان.
الهدف من هذه المُؤامرة هو أنْ يتحوَّل الإسلام إلى هيكل فارغ، لا قُدرة له على التأثير والمقاومة، وهذه هي حقيقة الإسلام الوهابي السعودي الذي يدعو له أئمَّةالوهابية، ويسعون إلى تثبيتِه في واقع المسلمين.