5
تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم ليس هذا الكتاب مُوجَّه لأئمّة الوهابية بقدر ما هو مُوجَّه لأفكارهم وعقائدهم، وذلك هو مكمَن الخطر الذي يشكِّله هؤلاء على الإسلام والمسلمين.
ومكمَن الخطر في هذه الأفكار والمعتقدات، أنَّها تُمثِّل ذلك النهج المُتشدِّد واللاعقلاني، المُغالي في القشور والشَكليَّات، الذي يقوم على الإرهاب والتطرُّف في مواجهة المُخالفين، والذي رفع لواءه من قَبلُ الخوارج، ثُمَّ الحنابلة من بعدهم، وحاول إحياءه ابن تيمية، وقُدِّر لمحمّد بن عبد الوهاب أنْ يبعثه من جديد، بسيوف آلسعود ونفطهم.
وهو نهج أسهَمَ في زرع بذور الفرقة والشِقاق بين المسلمين، وأسهمَ في تخلُّف الأُمَّة وانحطاطها. وأئمَّة الوهابية المعاصرون إنَّما يُمثِّلون نسخة جديدة من الخوارج، وابن حنبل، وابن تيميّة، وابن عبد الوهاب، أولئك الذين سلَّطوا سيوفهم وألسنتهم على المسلمين، بدلاً من أنْ يُسلِّطوها على أعداء الإسلام.