36الكتب، و كان كثير من الناس ينسخوا في حياته، فأخذ نسخة من هذه الكتب، فوضعها في داخل شرح له في البخاري، و وضعها في المكتبة الظاهريّة في دمشق - هذا ابن عروة الحنبلي- فعل ذلك بعد وفاة ابن تيميّة بعشرات السنين، ثمّ تركت هذه الكتب في المكتبة الظاهريّة، إلى أن جاء القرن الثالث عشر الهجري، ابتدأت العناية بعض الشيء لكتب ابن تيميّة، فوجدوها، فهي (وجادة) يعني وجدوها هكذا لا سند متّصل بها بابن تيميّة، ولامقروءة على مشايخ قرأوها على مشايخهم إلى ابن تيميّة، كما هي العادة في جميع الكتب... ينبغي أيّ كتاب يكون مخطوط يكون موثّق، قرئ على بعض العلماء، قرئ على المصنّف، و كتب على خطّ مصنّف، أو المصنّف عمل عليه سماعات أو مثل هذه الأشياء.
أمّا كتب ابن تيميّة فلا نجد فيها هذا، فهي عبارة عن وجادات، يعني أشياء قد وجدت، فالوجادة عند المحدّثين من أضعف طرق التحمّل» 1.
توبيخ علماء السنّة لابن تيميّة
أضف إلى ذلك أيضاً أنّ ابن تيميّة غير مرضي ولا مقبول الحال عند العلماء، فقد وبّخه وأنّبه كبار علماء أهل السنّة، منهم: ابن حجر العسقلاني، وابن حجر الهيتمي، والذهبي في رسالته الذهبيّة المشهورة وغيرهم.
قال ابن حجر العسقلاني: «ومنهم من ينسبه إلى النفاق؛ لقوله في عليّ: إنّه كان مخذولاً حيثما توجّه، وأنّه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها، وأنّه قاتل للرئاسة لا للديانة. ولقوله: إنّه كان يحبّ الرئاسة، وأنّ عثمان كان يحبّ المال.