19إبقاء عليه، وأشهد معه الربيع وقاضي الوقت، وجاريته أُم ولده حميدة البربريّة، وختمهم بذكر ابنه موسى بن جعفر(عليهما السلام)؛ لستر أمره وحراسة نفسه، ولم يذكر مع ولده موسى أحداً من أولاده الباقين؛ لعلمه كان فيهم من يدّعي مقامه من بعده، ويتعلّق بإدخاله في وصيّته، ولو لم يكن موسى(ع) ظاهراً مشهوراً في أولاده معروف المكان منه، وصحّة نسبه واشتهار فضله وعلمه، وكان مستوراً لما ذكره في وصيّته، ولاقتصر على ذكر غيره، كما فعل الحسن بن عليّ والد صاحب الزمان(عج)» 1.
الوجه الرابع: إنّ علماء الأنساب والحفّاظ من أهل السنّة صرّحوا بولادة الإمام المهدي(عج)، وأنّه من ولد الإمام العسكري(ع)، وسنذكر بعض هذه الأقوال - كمثال- محيلين القارئ لشبهة (إنّ الإمام العسكري(ع) لم يعقب) فهناك فصّلنا القول في دفع هذه الشبهة.
فمن علماء الأنساب: السيّد الشريف نجم الدين أبي الحسن بن محمّد العلوي العمري، النسّابة المشهور، من أعلام القرن الخامس في كتابه «المجدي في أنساب الطالبيّين»، قال: «ومات أبو محمّد(ع) وولده من نرجس(س) معلوم عند خاصّة أصحابه وثقات أهله... وامتحن المؤمنون، بل كافّة الناس بغيبته» 2.
وكذلك فخر الدين محمّد بن عمر الرازي الشافعي (ت606ه) في كتابه «الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّة»، قال: «أمّا الحسن العسكري الإمام(ع) فله ابنان وبنتان: أمّا الابنان فأحدهما: صاحب الزمان، والثاني موسى، درج في حياة أبيه..» 3.