17الكافي، وابن بابويه في إكمال الدين» 1. 
  الجواب: 
  إنّ ما استدلّ به الدكتور القفاري على هذه الدعوى باطل من وجوه: 
  الأوّل: إنّ هذا الاستدلال غريب، وهو ينبئ عن جهل أو استخفاف بعقل القارئ، فمن أين فهم القفاري أنّ الإمام العسكري نفى وأنكر ولادة ولده؟ وهل إسناد الوصيّة لغير ولده تدلّ على نفي الولد؟! وأيّ ملازمة بين الأمرين؟ نعم، لو شهد الإمام بنفسه -بمعنى أنّه تفوّه بإنكار ولده بلسانه - لصحّ هذا الكلام. 
  ثمّ إنّ أجواء الرواية تدلّ على أنّ السلطة الحاكمة آنذاك تبحث عن الولد بحيث تقول الرواية: «كانت سر من رأى يومئذ شبيهاً بالقيامة.. والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن عليّ» 2. وهذا دليل على الثبوت وليس النفي. 
  الوجه الثاني: إنّ الدكتور القفاري أغفل ذكر الروايات الأُخرى التي ذكرت أنّ الإمام العسكري(ع) قد صرّح بوجود ولده، وهذه الروايات صريحة بالمطابقة، وليس بالملازمة مع بعدها عن الواقع. 
  ومن تلك الروايات ما ذكره الكليني بسند صحيح 3 عن محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن إسحاق، عن أبيهاشم الجعفري، قال: قلت لأبي محمّد(ع): جلالتك تمنعني من مسألتك، فتأذن لي أن أسألك؟ فقال: «سل»، قلت: يا سيّدي، هل لك ولد؟ فقال: «نعم»، فقلت: فإن حدث بك حدث فأين أسأل عنه؟ قال: «بالمدينة» 4.