3
مقدمة الترجمة
يمكن لمن يدرس ظاهرة الحج أن يطالعها من زوايا متعددة؛ تنطلق من الزاوية الفقهية الشرعية، لتمرّ بالزوايا التاريخية والأخلاقية والتربوية والسياسية والاجتماعية والفكرية، وصولاً إلي الزاوية الروحية والعرفانية والرمزية.
يغصّ الحج بدلالات ومعاني تجعل منه مادة خصبة للتحليل والتأمل والغوص والاستغراق، وبقدر ما كانت دراسات الحج علي المستوي الفقهي واسعة ومعقدة كما يعرف ذلك المتخصصون بدراسة فقه الحج والعمرة، كذلك كان تحليله الروحي والعرفاني معقداً أيضاً، نظراً لغزارة الدلالات الرمزية التي يكتنفها.
قد يكون التخصّص في علم الفقه كافياً لدراسة فقه الحج، إلا أن معرفة أسرار الحج ورمزياته تظلّ بحاجة إلي عُدد معرفية أخري، من الوجدان الصافي إلي العرفان العملي والنظري إلي التجربة الروحية والأخلاقية، من هنا كانت هذه المهمة مسؤولية العرفاء وأهل القلب والمعني.
ومن رموز مدرسة المعرفة القلبية والفلسفية ووجوه الاتجاه الرمزي في عصرنا سماحة الأستاذ آية الله الشيخ عبدالله جوادي آملي حفظه الله، فقد خاض في هذا الكتاب صولات وجولات في ممارسة تحليل رمزي وعرفاني وروحي لهذه الفريضة العظيمة، وسعي لربطها بمختلف الدلالات المساعدة.
لقد أبرز الشيخ الأستاذ قدراته في التفسير الرمزي للعبادات، وكانت له طريقته