19
الفصل الثاني: مكانة الحجّ في الإسلام
للإسلام مبادئ وأركان، ومن أركانه الحجّ، كما قال الإمام الباقر(ع): «بني الإسلام علي خمسة أشياء: علي الصلاة والزكاة والصوم والحجّ والولاية». 1وعليه، فمن لا يقيم الحجّ عمداً، يكون قد ترك ركناً من أركان دينه الإلهي، ومن ثمّ يؤدّي ذلك إلي زوال الإسلام الكامل، من هنا عبّر الله تعالي عن الترك العمدي للحجّ بالكفر حين قال:. وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ 2
وحيث كان الإسلام ديناً عالمياً، يعلن دائماً عن مبدئيه غير الفانيين أي «الشموليّة» و«الدوام»، لذا كان لابد لبرامجه أن تكون عالميّةً أيضاً، وتبدو معلماً حياً ومثالاً نابضاً بالشمولية والدوام.
إنّ الحجّ أحد أبرز مظاهر البرامج الإسلاميّة العالميّة، من هنا يمكن اعتبار دوامه وشموليته شاهداً ناطقاً علي دوام هذا الدين الإلهي وشموليته، ولكي نبيّن عالمية الحجّ، وأنّه عبادة دينيّة تتمتّع بالدوام والشموليّة، نشير إلي بعض الشواهد القرآنية علي ذلك: