18أمّا اختلاف الشرائع والمناسك والمناهج فيما تحدّث الله تعالي عنه في قوله سبحانه: لِكُلٍّ جَعَلْنٰا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهٰاجاً 1، فإنما يرجع إلي التخصيص لا إلي النسخ، بمعني أنّ الظروف الخاصّة التي تعرض علي المجتمع الإنساني تستدعي حكماً فرعياً وقانوناً جزئيّاً محدوداً يتأطّر في حدود تلك الظروف نفسها، ومن ثمّ فانتهاء أحد تلك الظروف وحصول تغيّر في الأوضاع يفضي تلقائياً إلي انتهاء عمر هذا القانون أو الحكم.
إنّ الحجّ - كما سنوضحه فيما بعد وبوصفه أحد أهمّ مظاهر الإسلام - مظهر تام للمبدأين المشار إليهما، عنيت: الشمولية والدوام.