82- لقد دعا هذا الكتاب جميع المسلمين إلى الوحدة وعدم التنازع والاختلاف، حيث قال تعالى: ( وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً وَ لاٰ تَفَرَّقُوا 1(، وقال تعالى: ) وَ أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ لاٰ تَنٰازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ ... 23- لم يخاطب هذا الكتاب مسلماً دون مسلم، بل خاطب المسلمين جميعاً على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وقومياتهم وألوانهم، ومن هنا كانت دعوة النبي(ص) وأئمة أهل البيت(ع) وصحابة رسول الله وجميع علماء الإسلام على مرّ العصور هو التمسك بالقرآن والعمل به، ولو لبّى المسلمون هذه الدعوة لما اختلفوا .
ثانياً: شخصية الرسول الأكرم(ص)
إنّ رسول الإسلام وخاتم النبيين(ص) شخصية تجمع المسلمين بكافة انتماءاتهم وأعراقهم، فهو رسولهم جميعاً، وكلّهم متّفقون على أنّه القائد الأول والإنسان الإلهي الأكمل الذي قدّمه الله قدوة للبشرية؛ ( لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كٰانَ يَرْجُوا اللّٰهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللّٰهَ كَثِيراً ) 3، فهو أسوة في أقواله وأفعاله وقد وصف(ص) المسلمين بالجسد الواحد، وأراد منهم أن