6اَلْقُدْرَةِ مِنْ سُنَنِ اَلْمُرْسَلِينَ وَ أَسْرَارِ اَلْمُتَّقِينَ وَ تَفْسِيرُ اَلْعَفْوِ أَنْ لاَ تَلْزَمَ صَاحِبَكَ فِيمَا أَجْرَمَ ظَاهِراً وَ تَنْسَى مِنَ اَلْأَصْلِ مَا أُصِبْتَ مِنْهُ بَاطِناً وَ تَزِيدَ عَلَى اَلْإِحْسَانِ إِحْسَاناً وَ لَنْ يَجِدَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً إِلاَّ مَنْ قَدْ عَفَا اَللَّهُ عَنْهُ وَ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ زَيَّنَهُ بِكَرَامَتِهِ وَ أَلْبَسَهُ مِنْ نُورِ بَهَائِهِ لِأَنَّ اَلْعَفْوَ وَ اَلْغُفْرَانَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اَللَّهِ تَعَالَى أَوْدَعَهُمَا فِي أَسْرَارِ أَصْفِيَائِهِ لِيَتَخَلَّقُوا مَعَ اَلْخَلْقِ بِأَخْلاَقِ خَالِقِهِمْ وَ جَاعِلِهِمْ لِذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا أَ لاٰ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اَللّٰهُ لَكُمْ وَ اَللّٰهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَ مَنْ لاَ يَعْفُو عَنْ بَشَرٍ مِثْلِهِ كَيْفَ يَرْجُو عَفْوَ مَلِكٍ جَبَّارٍ إِلَى أَنْ قَالَ فَالْعَفْوُ سِرُّ اَللَّهِ فِي اَلْقُلُوبِ قُلُوبِ خَوَاصِّهِ-[فَمَنْ بَشَّرَ اَللَّهُ لَهُ]يُسِرُّ لَهُ سِرَّهُ وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ ص يَقُولُ أَ يَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ كَأَبِي ضَمْضَمٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اَللَّهِ وَ مَا أَبُو ضَمْضَمٍ قَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ قَبْلَكُمْ كَانَ إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ اَللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِعِرْضِي عَلَى اَلنَّاسِ عَامَّةً
10039-6 كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَيْحٍ اَلْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ ص : وَ اَلْعَفْوُ لاَ يَزِيدُ اَلْعَبْدَ إِلاَّ عِزّاً فَاعْفُوا يُعِزَّكُمُ اَللَّهُ