15
[. . .] الحج على أهل الجدة في كلّ عام و ذلك قوله تعالى: وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً 1و نحوها غيرها.
وقد قيل في الجمع بين الطائفتين وجوه:
الأول: أن يكون الظرف في الطائفة الثانية أي قوله: في كل عام متعلّقاً بأهل الجدة، فيكون المعنى: أنه يجب الحج على أهل جدة السنة في كل عام فلا يجب إلاّ مرّة واحدة، فإن من وجب عليه الحج في السنة الماضية فهو أهل جدة تلك السنة لاأهل جدة هذه السنة فلا يجب عليه مرة اُخرى.
وبعبارة اُخرى: كلّ من تمكّن من الحج يكون أهل جدة سنة واحدة لاسنوات متعددة.
ولكن ذلك خلاف الظاهر؛ فإنّ الظاهر تعلّقه بفرض كما لايخفى، فالمصير اليه يحتاج الى قرينة.
الثاني: أن يكون المراد: من فرض الحج في كلّ عام أنّ وجوب الحج ليس وجوباً موقّتاً، بل هو وجوب ثابت الى الأبد، وأنّه واجب الى يوم القيامة.
ويمكن تأييده بما في المنتهى: وروي أنّه قيل: يا رسول اللّٰه أحجّنا لعامنا هذا أم للأبد؟ فقال عليه السّلام: بل للأبد.
فيكون مفاد هذه النصوص مفاد ما دلّ على أنّ حلال محمد حلال الى يوم القيامة، و حرامه حرام الى يوم القيامة.
ولكنه أيضاً خلاف الظاهر؛ إذ الظاهر من النصوص كون كلّ عام ملحوظاً مستقلاً و موضوعاً برأسه لاأنّ المجموع ظرف لاستمرار حكم واحد كما لايخفى.
الثالث: ما عن جمع من الأساطين من إرادة الوجوب على البدل بمعنى أنّ من وجب عليه الحج فلم يفعل في السنة الأولى وجب عليه في الثانية، و هكذا في كلّ عام،