233ما تقدم منه و ما تأخر، و وقاه اللّه عذاب القبر. و أما الذي يليه فرجل غفر له ذنبه ما تقدم منه، و يستأنف العمل فيما بقي من عمره. و أما الذي يليه فرجل حفظ في أهله و ماله» 1. . . إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة.
و قد ورد في بعض أحاديث أهل البيت (صلوات اللّه عليهم) أن من المقاصد الشريفة للحج و فوائده المطلوبة التعرف على آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أخباره، ليذكر و لا ينسى. كما أن في جملة من أحاديثهم عليهم السّلام التأكيد على التأسي بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بعض منازله و أفعاله.
فعلى الحجاج أن يتعمّدوا ذلك ما وجدوا له سبيلا، فيزوروا المواقع التي حلّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيها، أو مرّ بها، و يتذكروا مقاماته و مواقفه فيها، و يتمثلوها في نفوسهم، و ينشدّوا لها وله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بقلوبهم، تأكيدا لحبهم له، و تثبيتا لعلاقتهم معه، و تقوية لروابطهم به، فهو الرؤوف بالمؤمنين، الرحيم بهم، الشافع لهم المشفع فيهم. و جزاه اللّه تعالى خير ما جزى نبيا عن أمته، و بلغه منا تحية و سلاما.
كما أن من تمام الحج و كماله زيارته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الفوز بالنزول في فنائه و السلام عليه، رعاية لعظيم حقه، و تجديدا لما في أعناق أمته من عهده.