16
و هو فرض كل من اجتمعت فيه الشرائط الآتية، من الرجال و النساء و الخناثى.
و لا يجب بأصل الشرع إلا مرة واحدة، و هي حجة الإسلام.
و تجب على الفور. و التأخير مع الشرائط كبيرة موبقة. (1)
يهزّوا مناكبهم ذللا للّه حوله، و يرملوا 1على أقدامهم شعثا غبرا قد نبذوا القنع و السراويل وراء ظهورهم، و حسروا بالشعور حلقا عن رؤسهم، ابتلاء عظيما، و اختبارا كثيرا، و امتحانا شديدا، و تمحيصا بليغا، و فتونا مبينا، جعله اللّه سببا لرحمته، و وصلة و وسيلة إلى جنته، و علة لمغفرته، و ابتلاء للخلق برحمته، و لو كان اللّه تبارك و تعالى وضع بيته الحرام و مشاعره العظام بين جنات و أنهار، و سهل و قرار، جم الأشجار، داني الثمار، ملتف النبات، متصل القرى، بين برة سمراء، و روضة خضراء، و أرياف محدقة، و عراص مغدقة، و زروع ناضرة، و طرق عامرة، و حدائق كثيرة، لكان قد صغر قدر الجزاء، على حسب ضعف البلاء، ثم لو كانت الأساس المحمول عليها و الأحجار المرفوع بها بين زمردة خضراء و ياقوتة حمراء و نور و ضياء لخفف ذلك مصارعة الشك في الصدور، و لوضع مجاهدة إبليس عن القلوب، و لنفى معتلج الريب من الناس، و لكن اللّه عزّ و جلّ يختبر عبيده بأنواع الشدائد، و يتعبدهم بألوان المجاهد، و يبتليهم بضروب المكاره، إخراجا للتكبر من قلوبهم، و إسكانا للتذلل في نفوسهم، و ليجعل ذلك أبوابا إلى فضله، و أسبابا ذللا لعفوه» 2.
>قوله: (و هو فرض على كل من اجتمعت فيه الشرائط الآتية، من الرجال و النساء و الخناثى. و لا يجب بأصل الشرع إلا مرّة واحدة، و هي حجة الإسلام، و تجب على الفور، و التأخير مع الشرائط كبيرة موبقة) . <
عن الناس أجمعين، و لكن اللّه جل ثناؤه جعل رسله أولي قوة في عزائم