10
المسألة التاسعة:
الحج باب من أبواب الرحمة الإلهية التي فتحها اللّٰه لعباده، و مصدر من مصادر الفضل و الخير التي جعلها لهم، و قد استفاضت الأحاديث الدالة على عظيم عطائه سبحانه للحاج، و مزيد لطفه به، و جزيل ثوابه له، بل تواترت و تنوعت في دلالتها على ذلك بما لا يمكن حصره و لا عده، ففي الحديث عن الامام جعفر بن محمد عليه السلام قال: كان أبي (ع) يقول: من أمّ هذا البيت حاجا أو معتمرا مبرءا من الكبر، رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه، و عن أبي عبد اللّٰه (ع) أيضاو قد سأله رجل في المسجد الحرام، من أعظم الناس وزرا؟ -فقال (ع) : من يقف بهذين الموقفين: عرفة و المزدلفة و سعى بين هذين الجبلين، ثم طاف بهذا البيت و صلى خلف مقام إبراهيم، ثم قال في نفسه و ظن أن اللّٰه لم يغفر له، فهو من أعظم الناس وزرا.
و عنه (ع) : الحاج و المعتمر وفد اللّٰه، إن سألوه أعطاهم، و إن دعوه أجابهم، و إن شفّعوا شفّعهم، و إن سكتوا ابتدأهم، و يعوّضون بالدرهم ألف درهم، و في رواية أخرى و يعوّضون بالدرهم ألف ألف درهم، و عنه (ع) : ان اللّٰه عز و جل ليغفر للحاج، و لأهل بيت الحاج، و لعشيرة الحاج، و لمن يستغفر له الحاج بقية ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشر من شهر ربيع الآخر.
المسألة العاشرة:
ورد عن معد الإسكاف قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول:
ان الحاج إذا أخذ في جهازه، لم يخط خطوة في شيء من جهازه الا كتب اللّٰه (عز و جل) له عشر حسنات، و محا عنه عشر سيئات، و رفع له عشر درجات، حتى يفرغ من جهازه متى ما فرغ، فإذا استقلّت به راحلته لم تضع خفا و لم ترفعه الا كتب اللّٰه له مثل ذلك