7
المقدمة
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصي نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفتن، الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود ولا وقت معدود ولا أجل ممدود، فطر الخلائق بقدرته ونشر الرياح برحمته ووتد بالصخور ميدان أرضه. 1
من لطفه أنّه لم يترك الخلق عبثاً حائرين، بل أرسل إليهم مبشرين ومنذرين ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكّروهم منسي نعمته، وأيدهم بالمعجزات والآيات البينات. 2
وصلى الله على خيرة خلقه المحمود الأحمد والمصطفى الأمجد خاتم النبيين وسيد المرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وبعد؛ التوحيد يُعد أهم ركن من أركان الدين الإسلامي، فمن لا يؤمن به يعتبر خارجاً عن ربقة الإسلام، مضافاً إلى تأثيره الكبير على الفرد والمجتمع على المستويين المعنوي والمادي، وإنّ جميع الأديان الإلهية تؤمن بالتوحيد وتدعو إليه، وما نراه من الشرك والتثليث فهو من تحريف المحرفين؛ إذ لم نجد في قاموس الأنبياء(عليهم السلام) أنّ هناك نبياً قد دعى أمته إلى