7
المقدمة
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
النبوّة ظاهرة ربّانية في حياة الإنسان تحقّق له الهدف من خلقه وإيجاده وهو عبادة الله تعالى والأخذ العبد إلى جادّة الصواب وحلّ الإشكالات التي تعترض طريقه في شتّى جوانب الحياة؛ قال تعالى: (وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ مٰا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولٰئِكَ عَلىٰ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) 1.
فاختار الله سبحانه الأنبياء والرُسل لأجل هذا الهدف العظيم، وحمّلهم رسالته إلى جميع أفراد النوع الإنساني، وبواسطة هؤلاء الرجال جرى فيض الهداية من جانب الحقّ تعالى إلى عباده، والناس في جميع أحوالهم ليسوا في غنى أبداً عن الهدايات الإلهيّة؛ بل إنّهم بحاجة مستمرّة وملحّة إليها.
فالمجتمع بحاجة دوماً إلى قانون متكامل ينتظم تحته؛ شاملاً لجميع جوانب الحياة المختلفة، وهذا بدوره يحتاج إلى يكون المقنّن على معرفة تامّة بمَن وضع له القانون؛ وهو الإنسان، ولن نجد في الوجود موجوداً أعرف بالإنسان من خالقه، فإنّ الصانع أعرف بالمصنوع من غيره، يقول سبحانه: (وَ أَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذٰاتِ