7
مقدّمة المحقق
الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أهل البيت المدرسة المضيئة على طول التاريخ، والعنوان المُشرق في جبين الإنسانية الغرّاء، والنجوم المتألّقة في سماء الإسلام العظيم، وأعلام الهداية للبشرية جمعاء، والأَدلاء على القرآن، والعالمون بفضله ومنزلته وسموِّ قدره، والعارفون بمفاهيمه وقِيمه وأحكامه وخصائصه وأسراره، وهم قُرناؤه في الفضل وشركاؤه في الهداية؛ لأنَّهم القرآن الناطق المتحرِّك في الواقع الإنساني.
قال رسول الله(ص): «يا أيّها الناس، إنّي قد تركت فيكم ما إنْ أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي». 1
وقال أمير المؤمنين(ع): «إنَّ الله طهَّرنا وجعلنا شهداء على خلقه، وحجَّته على مَن في أرضه، وجعلنا مع القرآن، وجعل القرآن معنا، لا نفارقه ولا يفارقنا». 2
فهذا القرآن يزهر بآيات الثناء عليهم، ويتلألأ بذكر فضائلهم وخصائصهم، ويمدحهم بآياته الكريمة، تمجيداً لمواقفهم، وإكباراً لاندفاعهم دون العقيدة الحقَّة. فهم وحدهم خصّهم الله عزّ وجلّ بكتابه الكريم بالتطهير من الرجس والآثام، حيث قال: (إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الاحزاب: 33)
وهم الذين جعل الله سبحانه وتعالى مودَّتهم واجبة على جميع الأُمّة، حيث قال: (قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ) (الشورى:23)