2فيها يُسمىٰ بالغرقد، ثم اندثرت تلك الأشجار وبقي الاسم عليها. وقال بعضهم أيضاً: بقيع الغرقد هو المكان الذي تغطيه أشجار من التوت.
ولم تكن لهذه المقبرة - والتي تقع في القسم الشرقي لمسجد النبي صلى الله عليه و آله - أهمّية تذكر إبّان العصر الجاهلي، ولكنّها اكتسبت أهمّية كبيرة وقدّسية خاصة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه و آله إلى المدينة، ودفن الكثير من الشخصيات الإسلامية المعروفة فيها.
ولما كان بفعله رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في ليالٍ كثيرة فقد كان يخرج لوحده إلى البقيع، وهناك كان صلى الله عليه و آله يناجي ربّه ويدعو بأدعية عديدة.
ولم تكن مقبرة البقيع محاطةً بجدار أو سور الىٰ قبل مئة عام، إلّاانها اليَوْم محصورة بسورٍ عالٍ وحاجزٍ مُمِلّ. وقد أصبحت المقبرة مزاراً لعديد من الفِرَق الإسلامية من شتى المذاهب تأتيها أفواجاً أفواجاً بعد زيارة الرسول صلى الله عليه و آله ، فيزورون خلالها آل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله وجميع المدفونين فيها.
وكانت قبور الأئمة المعصومين عليهم السلام والعديد من القبور في البقيع تعلوها القِباب وفيها أماكن للزيارة، إلّاأنّها هُدّمِت جميعاً فأضحت هذه القبور أرضاً مكشوفة ولم يبق فيها إلّابضعة قبور محاطة باسوار واطئة.
المدفونون في البقيع:
أمام الباب الحالية وإلىٰ جهة اليمين قليلاً، تقع قبور أربعة من الأئمة المعصومين - عليهم صلوات اللّٰه - وهم:
قبور الائمة المعصوم
1 - الإمام الحسن بن علي عليه السلام
ولد الإمام المجتبىٰ عليه السلام في النصف من شهر رمضان في السنة الثالثة للهجرة في المدينة المنوّرة، وكان محبوباً عند رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله منذ نعومة أظفاره. اشترك مع والده الإمام علي عليه السلام في معركة الجمل وصفّين والنهروان. كان هو الإمام الثاني بعد استشهاده بعد أبيه عليه السلام وبقي في شدة الخلافة قرابة ستة أشهر ثم اضطرّه معاوية الى الحرب معه، وهنا تركه من عاهده بالاشتراك معه ضد معاوية، حتىٰ انتهىٰ به الأمر الى استشهاده مسموماً من قِبَل زوجته جُعدة بنت الأشعث بن قيس بتحريض من معاوية بن أبي سفيان وذلك عام (50ه ) ودُفن في أرض البقيع.
2 - الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام
وُلِدَ الإمام السجاد عليه السلام عام (38ه ) وشبّ خلال فترة إمامة الحسن بن علي عليه السلام . وشهد مع أبيه عليه السلام أحداث كربلاء، إلّاأنَّ مرضه حالَ دون حمله للسلاح