211بوله عاشق قديم لم يندمل بعد جرح عشقه، و بحرقة مولع متيم عاد لتوه من نعمى لقاء باذخ. راح أبي يقصّ عليّ حجّته الاولى، و في عينيه فتور مستثار، و على لسانه حذر ناعم، و فوق فمه ابتسامة مشربة بحب تحاول أن تفصح عن نفسها، فيمنعهاكما يبدوحياء مهيب و وقار و جلال بهي.
قلت لأبيو قد استثارتني حالته تلك-: أراك تتحدث عن حجتك الاولى كما يتحدّث مغرم عن سعادة وصاله الأول.
قالو قد تهدج صوته و تكسّر و هو يخاطبني-: و أنا أستعيد معك الآن شريط ذكريات ذلك الشوط الممتع، أسترجع بشوق دافق دفء و عذوبة و نشوة ذلك الهوى الممضّ المبرح المغروس في القلب.
أ لم تقرأ قوله تعالى: بسم اللّه الرحمن الرحيم وَ إِذْ جَعَلْنَا اَلْبَيْتَ مَثٰابَةً لِلنّٰاسِ وَ أَمْناً .
و قوله تعالىعلى لسان نبيّه إبراهيم عليه السّلامبسم اللّٰه الرحمن الرحيم رَبَّنٰا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوٰادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ اَلْمُحَرَّمِ رَبَّنٰا لِيُقِيمُوا اَلصَّلاٰةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ اَلنّٰاسِ تَهْوِي