408
كتاب الحج
بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ
[في وجوب الحج]
الذي هو أحد أركان الدين و من أوكد فرائض المسلمين قال الله تعالى وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً غير خفي على الناقد البصير ما في الآية الشريفة من فنون التأكيد و ضروب الحث و التشديد و لا سيما ما عرض به تاركه من لزوم كفره و إعراضه عنه بقوله عز شأنه وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ
و عن الصادق ع: في قوله عز من قائل مَنْ كٰانَ فِي هٰذِهِ أَعْمىٰ فَهُوَ فِي اَلْآخِرَةِ أَعْمىٰ وَ أَضَلُّ سَبِيلاً ذاك الذي يسوف الحج يعني حجة الإسلام حتى يأتيه الموت
و عنه ع: من مات و هو صحيح موسر لم يحج فهو ممن قال الله تعالى وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ أَعْمىٰ
و عنه ع: من مات و لم يحج حجة الإسلام لم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه فليمت يهوديا أو نصرانيا
و في آخر:
من سوف الحج حتى يموت بعثه الله يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا
و في آخر: ما تخلف رجل عن الحج إلا بذنب و ما يعفو الله أكثر
و عنهم ع مستفيضا: بني الإسلام على خمس الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم و الولاية و الحج فرضه و نفله عظيم فضله خطير أجره جزيل ثوابه جليل جزاؤه و كفاه ما تضمنه من وفود العبد على سيده و نزوله في بيته و محل ضيافته و أمنه و على الكريم إكرام ضيفه و إجارة الملتجئ إلى بيته
فعن الصادق ع: الحاج و المعتمر وفد الله إن سألوه أعطاهم و إن دعوه أجابهم و إن اشفعوا شفعهم و إن سكتوا بدأهم و يعوضون بالدرهم ألف ألف درهم
و عنه ع: الحج و العمرة سوقان من أسواق الآخرة اللازم لهما في ضمان الله إن أبقاه أداه إلى عياله و إن أماته أدخله الجنة
و في آخر: إن أدرك ما يأمل غفر الله له و إن قصر به أجله وقع أجره على الله عز و جل
و في آخر: فإن مات متوجها غفر الله له ذنوبه و إن مات