20 عن ذلك علواً كبيراً، وإنّما نسبوه إليه تعالى بمعناه الصحيح الذي يعني الإظهار أو نفس المعنى المفهوم من قوله تعالى: يَمْحُوا اللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتٰابِ [الرعد/ 39]، وأنه لا يمحو إلا ما كان ولا يثبت إلا ما لم يكن، وهذا ليس ببداء، كما قالت اليهود وأتباعهم، فقول اليهود في ذلك يناسب قول من خالفنا من أهل الأهواء المختلقة.
البداء في مرويات الإمامية
إنّ الروايات الشريفة الورادة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في البداء تنقسم إلى ثلاثة مجاميع، الاولى في اثبات البداء، والثانية في بيان موقع البداء والثالثة في نفي البداء، وسنشير إلى هذه المجاميع ضمن النقاط التالية مع بيان أسانيدها وما ينبغي أن يقال فيها:
الف) إثبات البداء (بمعناه الصحيح)
روى محدثو الإمامية بعض الروايات في إثبات البداء وإطلاقه على الله تعالى، وهي:
1. رواية زرارة
روى الشيخ الكليني في الكافي عن محمد بن يحيى، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن أبي إسحاق ثعلبة، عن زرارة بن أعين، عن أحدهما (يعني أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام )،