5
كلمة المعهد
يعلم كلُّ قوم و شعب أنّ الآثار القديمة جزء من ثقافته و ميراثه القيّم المتبقي من الأقوام الماضية، و أنّها تمثّل هويته الوطنية، فيحرص على المحافظة عليها؛ و لهذا تجدهم في كل يوم ينقّبون من جديد للعثور على هذه الآثار القديمة المتعلّقة بتلك الأقوام الماضية، و المدفونة في أعماق الأرض و بطونها.
و لا شك أنّ هذه الآثار القديمة المتبقّية من تلك الأقوام، تعتبر من المستندات و الوثائق التاريخية المهمّة و القيّمة؛ لأنّها قادرة بنفسها على إظهار الزوايا و الخفايا لكلّ ثقافة، و قد كان من بين تلك الآثار القديمة آثار الأنبياء و الأولياء (عليهم السلام)التي تتمتّع بمكانة خاصّة، و تأثير كبير على الثقافة المعاصرة، لا سيّما على ثقافة المؤمنين.
إنّ من بين تلك الآثار المتبقّية من عصر رسالة خاتم الأنبياء(صلى الله عليه و آله)، بقيع الغرقد الذي هو كنز ثمين يضمّرفات العديد من أصحاب النبي(صلى الله عليه و آله)و أزواجه و بناته، و الأهمّ من ذلك ضمّه لبعض أكباد النبي(صلى الله عليه و آله) و أهل بيته الكرام(عليهم السلام)، و قد حظيت هذه البقعة من الأرض بمزيد من الاحترام الخاصّ من قبل النبي(صلى الله عليه و آله) و أصحابه في السنوات الأولى، ثمّ من بعدهم المسلمين على مرّ التاريخ الإسلامي، و ذلك اهتماماً منهم لإحياء هذه السيرة، و تكريماً لصحابة