15والإنسان الكامل الموصل إلى الحقّ تعالى، الّذي لا يمكن الوصول إليه تعالى إلّا عن طريقه وبابه، فهو الصراط المستقيم، من عرفه فقد عرف الله تعالى، ومن جهله فقد جهل الله تعالى.
وبالتالي ينبغي على الإنسان المفطور تكويناً على حبّ (الإنسان الكامل) في العلم والعمل، أن يسعى جاهداً لمعرفة الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام ؛ لكونه المصداق الحقيقي لذلك الّذي تشدُّك إليه الفطرة الإلهيّة السليمة، والتي فسّرت في الروايات بالتوحيد تارة، وبالولاية تارة أخرى، وهذا هو أحد معاني الرواية القائلة: «
ولاية علي بن أبيطالب حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي ». 1
فالإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام هو بوّابة التوحيد الحقيقي، الّذي من دخله كان آمناً، ومنه نفهم معنى قول الإمام الرضا عليه السلام : «
لا إله إلّا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي »، ونفهم قوله عليه السلام : «
ولكن بشروطها وأنا من شروطها ». 2
هذا تمام ما أردت عرضه من بلورة أحد العوامل المهمّة، والحاثّة على قراءة فضائل الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام قراءة جادّة وموضوعية، بالغوص في معانيها، واستخراج كنوزها، وبالتالي جعلها مشروع حياة في السلوك العلمي والعملي؛ وذلك لكون حقيقة الإنسان متقوّمة بعلمه وعمله، كما قال الإمام علي عليه السلام : «
ثروة العاقل في علمه وعمله » 3، فبالعلم والعمل يطير الإنسان بهذين الجناحين من أرض وسجن الطبيعة،