10هو بكمالات الذكر والدعاء ودوام التوفيق لذلك.
من هُنا نلمحُ وجهَ الحاجةِ الأولى للدعاء، والتي لا تنتهي أبداً، ووجه فقرنا لذلك، فالدعاء حلقة الوصل التي لا انفصام لها بين العبد وربّه، وكلّما جنح بنا البُعدُ إلى ساحة القدس تأكَّدت الحاجةُ للدعاء، وكلَّما جنحَ بنا القربُ إلى ساحةِ القدسِ تأصّلت حاجتُنا لذلك.
إنّه الانفتاحُ على كمالنا المفقود، تُحرِّكنا باتّجاههِ فطرتُنا المجبولة على ترميم انكساراتنا الأُولى في عالم السجود، فهو الدرعُ الواقية من التشريق والتغريب، والضمانةُ للكينونة في ظلّ الزيتونة الإلهية التي لا يفتر نورُها ولا تخبو جذوتُها، ...يَكٰادُ زَيْتُهٰا يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نٰارٌ نُورٌ عَلىٰ نُورٍ يَهْدِي اللّٰهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشٰاءُ... (النور: 35)، إنه دُعاءُ الحقِّ، وحقٌّ لنا دُعاؤه.
طلال الحسن
قم المقدّسة1431/ ه-