22فهل المعنى الملازم للتفضيل الذي استعظمه هذا الكافر الحاسد ، وطفق يشكك أنَّه من اللّٰه أم أنّه محاباة من الرسول ، يمكن أن يراد به أحد ذينك المعنيين أو غيرهما ؟ أحسب أنَّ ضميرك الحرّ لا يستبيح لك ذلك ، ويقول لك بكلّ صراحة : إنّه هو تلك الولاية المطلقة التى لم يؤمن بها طواغيت قريش في رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله إلّابعد قهر من آيات باهرة ، وبراهين دامغة ، وحروب طاحنة ، حتى جاء نصراللّٰه والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين اللّٰه أفواجاً ، فكانت هي في أمير المؤمنين أثقل عليهم وأعظم ، وقد جاهر بما أضمره غيره الحارث بن النعمان ، فأخذه اللّٰه أخذ عزيز مقتدر .