17
من الكتاب والسنة، ذلك انّ من اصول منهج المتكلمين: المبالغة في الاعتداد بالعقل وتقديمه علي النقل واعتباره الأساس الّذي ينبغي أن يعتمد عليه في تقرير المسائل الشرعية والقضايا الإعتقادية؛ لإفادته القطع واليقين في نظرهم، فالحق عندهم ما عرفوه بعقولهم ووصلوا اليه بأقيستهم. ولذا فاذا ظهر لهم تعارض بين مقرراتهم العقلية والنصوص الشرعية صرفوا تلك النصوص عن ظاهرها ومعناها الراجح الي المعني المرجوح استناداً علي العقل وحده كي توافق مقتضي عقولهم وتبدو مسايرة لأهوائهم.
ونظراً لمباينة منهج السلف لهذا المنهج الكلامي -كما اتضح لنا من خلاعد القواعد السابقة- فقد رفض علماء السلف هذا التأويل رفضاً وانكروه واعتبروه تأويلا باطلا