8امور كليات». 1
المنهج النبوى
ان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لم يدون كتاباً فقهيّاً و لم يكن البَحْث في الاحكام في زمانه مثل بحث الفقهاء حيث يبينون تعريف الموضوع و اركانه و شروطه و آدابه، كل شى، ممتازاً عن الاخر بدليله، و يفرضون الصور من صنائعهم و يتكلمون على تلك الصور المفروضة و يَحُدّون ما يَقْبل الحد، و يحصرون ما يقبل الحصر الى غير ذلك. بل ان النبى صلى الله عليه و آله كان يتوضأ فيرى اصحابه و ضوءه، فيأخذون به من غير ان يبين ان هذا ركن و ذلك ادب.
و كان يصلي فيرون صلاته، فيصلون كما رأوه يصلي، و حجّ فرفق الناس حجّه. ففعلوا كما فعل و....
و لم يُبين ان فروض الوضوء ستة او اربعة، و لم يفرض أنه يُحتمل ان يتوضأ انسان بغير مولاة حتى يحكم عليه بالصحة او الفساد، و قلّما كانوا يسألونه عن هذه الاشياء.
فرأى كل صحابى ما يسّره اللّٰه له، من عباداته و فتاواه و أقضية، فحفظها و عقلها و عرف لكل شىء وجهاً من قِبَل حفوف القرائن به فَحَمل بعضها على الاباحة و بعضها على الاستحباب و بعضها على النسخ، لامارات و قرائن كانت كافية عنده، و لم يكن العمدة عندهم الا وِجدان الاطمينان من غير التفات الى طرق الاستدلال، فانقضى عصره الشريف و هم على ذلك، ثم انهم تفرقوا في البلاد و صار كل واحد مقتدَى ناحية من النواحي، فكثرت الوقايع و دارت المسائل، فاستُفتوا فيها، فأجاب كل واحد حسب ما حفظه او استنبطه. 2