12
فاطمةبنت رسول الله( صلي اللّه عليه و آله وسلم ) تزور قبر عمّها حمزة كلّ جمعة، فتصلِّي وتبكي عنده » .
وأخرجه البخاري: « إنَّ النبي( صلي اللّه عليه و آله وسلم ) مرَّ بامرأة تبكى عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري، قالت: إليك عنِّي» 1. ولم يُنكر عليها الزيارة، وقال: ذهب الأكثر إلى الجواز، إذا أمنت الفتنة .
بزيارة القبور ورؤيتها يتنبَّه الإنسان إلى أنّه يأتي يوم يصير ويكون من أهلها، كما قال عزّ وجلّ: ( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ) 2؛ فلهذا يستعدّ لسفره، ويحصِّل زاده قبل حلول أجله، كما قال الحسن بن علي( عليه السلام ) - المدفون في البقيع - لجنادة: « يا جنادة، استعدّ لسفرك، وحصِّل زادك قبل حلول أجلِك » 3.
ويجب على الزائر أن يفتح عين قلبه على أنَّ أموال الدنيا وأهلها، وأولاده وإخوانه، لا ينفعون حاله، كما قال سبحانه: (يَوْمَ لاٰ يَنْفَعُ مٰالٌ وَ لاٰ بَنُونَ * إِلاّٰ مَنْ أَتَى اللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) 4. وبذلك يصير من الزاهدين والمحسنين، والقانتين والصالحين والمخلصين، وعباده المؤمنين حقَّاً.
وقد رأيتم في غزوة بدر أنّ رسول الله( صلي اللّه عليه و آله وسلم )