12بعيدة عن انظار الناس ومتناول ايديهم.. إلاّ أنّها رُغم ذلك، تتدفق من باطنها الفوّاردوماً، ينابيع زلال الحقيقةوالحكمة والفكر، بعد أن امتلأت من امطار الرحمة الإلهية وسبحت في انوار شمس الوحي، وذابت في انعكاسات اشعة الولاية، وبالتالي أفاضت بضيائها ليعمّ اجواء الامة الاسلامية، ويبعث الحياة في روح ابنائها التّواقين للحقيقة، ولتزدهر براعم الايمان في حقول القلوب الطاهرة الخضراء.
اجل، انّه «روح الله» الذي تسامي بفضل رأسمال «نفخت فيه من روحي» 1، وتمسّكه الراسخ ب- «العروة الوثقي» المتمثلة بالولاية، واضطلاعه برسالة الجهاد في طريق الحق: «الذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا» 2...
وقد استطاع بفضل ذلك، ان يخترق حجب هذه الدنيا الترابية الفانية، وأن يتحرر من قيود الاهواء المادية، ليحلِّق في اجواء المعنوية اللامتناهية نحو الكمال المطلق، ويلتحق بمبدأ الحياة والهداية الازلي.
ومن هنا فإن السبيل باتجاه الوجود المطلق، وخالق الوجود، بلا نهاية، وان هذا العبد الصالح المتقي، الذي حرّر ابعاده المعنوية من سلطة جسمه الترابي والحياة المادية، ظلّ حتي