11أوثق ما يُعتمد عليه من النصوص القديمة وحتى الحديثة، اعتماداً علىٰ سُبُل الإثبات المعقولة والمتعارفة.
وقد بذل الأسلاف الكرام جهوداً مضنية في سبيل تنقية الحديث، وتنقيحه، حتى أنّ الواحد منهم كان ينتخب ما يُثبته في كتابه، بعد التثبُّت، من بين عشرات الآلاف من الأحاديث المتوفّرة، وبعد سنوات عديدة من الفحص والتأكّد، والترحال، فيجمع كلٌّ منهم في كتابه «الجامع» ما يراه حجّةً بينه وبين اللّٰه.
فخلّفوا كنوزاً وذخائر عظيمةً من التراث الحديثي المنقَّح، والمنقود، والمنظَّم، والمدوَّن، وألّفوا الأُصول، والمصنّفات، والمسانيد، والجوامع.
وجاء الجيل الثاني، وبذل جهوداً مُضْنية كذلك معتمداً «الطرق» المأمونة والموثوقة، متكبّداً الصعوبات وراكباً الرحلات، فاستدرك على الأوائل ما فاتهم، سواء في الجمع، أم في النظم، فألّفوا المعاجم، والمستدركات، والجوامع المتأخّرة.
ووقف الناس في عصر متأخّر علىٰ كلّ تلك الثروة