36وقال عديّ بن حاتم في خطبة له: واللّٰه لئن كان إلى العلم بالكتاب والسنَّة انِّه - يعني عليّاً - لأعلم النّاس بهما، ولئن كان إلى الإسلام إنَّه لأخو نبيِّ اللّٰه والرأس في الإسلام، ولئن كان إلىٰ الزهد والعبادة انَّه لأظهر الناس زهداً وأنهكهم عبادةً، ولئن كان إلى العقول والنَّحائز 1 إنَّه لأشدُّ الناس عقلاً وأكرمهم نحيزةً 2.
وقال عبد اللّٰه بن حجل في خطبة له: أنت أعلمنا بربِّنا، وأقربنا بنبيِّنا، وخيرنا في ديننا 3.
وقال أبو سعيد الخدري: أقضاهم عليّ، وأخرج عبد الرزاق عن قتادة مثله. فتح الباري 8 : 136.
وقد أمتدح جمعٌ من الصحابة أمير المؤمنين عليه السلام في شعرهم بالأعلميَّة كحسَّان بن ثابت، وفضل بن عبّاس، وتبعهم في ذلك أُمَّة كبيرةٌ من شعراء القرون الأُولى، لا نطيل بذكرهم المقام.
والأُمَّة بعد أُولئك كلّهم مُجمعةٌ علىٰ تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام علىٰ غيره بالعلم، إذ هو الّذي ورث علم النبيِّ صلى الله عليه و آله ، وقد ثبت عنه بعدّة طرق قوله صلى الله عليه و آله : إنَّه وصيّه ووارثه. وفيه: قال عليُّ: «وما أرث منك يا نبيَّ اللّٰه»؟! قال: «ما ورث الأنبياء من قبلي». قال: «وما