6
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
تعدّ البدعة في الدين من المعاصي الكبيرة والمحرّمات العظيمة، التي دلّ على حرمتها الكتاب والسنّة، كما واُوعِد صاحبُها النار على لسان النبيّ الأكرم، وذلك لأنّ المبتدع ينازع سلطان اللّٰه تبارك وتعالى في التشريع والتقنين، ويتدخّل في دينه ويُشرِّع ما لم يشرِّعه، فيزيد عليه شيئاً وينقص منه شيئاً في مجالي العقيدة والشريعة، كلّ ذلك افتراء على اللّٰه.
وقد بُعث النبيّ الأكرم بحبل اللّٰه المتين، وأمر المسلمين الاعتصام به، ونهى عن التفرّق، وقال: «وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً وَ لاٰ تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدٰاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوٰاناً » (آل عمران103/).
ولكن المبتدع يستهدف حبلَ اللّٰه المتين، ليوهنه ويخرجه من متانته بما يزيد عليه أو ينقص منه، وبالتالي يجعل من الأُمة الواحدة أمماً شتّى، يبغض بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً، فيتحوّلون إلى شيعٍ