32سبحانه بالدعاء والمناجاة ، فله من الأدعية ألواناً ، ومن المناجاة أصنافاً تنسجم مع الحالات النفسيّة المختلفة لأفراد الاُمّة ، مع الأخذ بنظر الاعتبار الأوقات المختلفة طولاً وقصراً ، فله دعوات ومناجات معروفة كثيرة شائعة ذائعة بين المؤمنين ، جُمع بعضها في كتاب اسمه «الصحيفة السجّاديّة» .
كان كثير العبادة والتهجّد حتّى عرف بزين العابدين ، فكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، كما كان يكثر السجود ويطيله ، فروي أنّه ما ذكر نعمة للّٰهعليه السلام أنعمها عليه إلّا سجد ، ولا قرأ آية من كتاب اللّٰه عليه السلام فيها سجود إلّا سجد ، ولا دفع اللّٰه عليه السلام عنه سوءاً يخشاه أو كيد كائدٍ إلّا سجد ، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلّاسجد ، ولا وُفّق لإصلاح بين اثنين إلا سجد .
وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده ، فلذلك سمّي السجّاد ، كما كان في مواضع سجوده آثار ناتئة تشبه ثفنات البعير فكان يقطعها في السنة مرّتين ، فسمي ذا الثفنات .
كانإذا حضر الصلاة اقشعرّ جلده، واصفرّلونه، و ارتعد كالسعفة ، وكان يقوم في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل . وسئلت مولاة له بعد موته أن تصفه فقالت : «ما