13بقوله : «
قَد عَلِمتُم مَوضِعي مِن رَسولِ اللّٰهِ صلى الله عليه و آله بِالقَرابَةِ القَريبَةِ ، وَالمَنزِلَةِ الخِصّيصَةِ ؛ وَضَعَني في حِجرِهِ وأنا وَلَدٌ ، يَضُمُّني إلىٰ صَدرِهِ ، . . . وكانَ يَمضَغُ الشَّيءَ ثُمَّ يُلقِمنِيهِ» 1 .
ولمّا نشأ وترعرع في هذا الحِجر الطاهر وسطعت أنوار البعثة في جبين مبعوث الهداية آمن به قبل جميع الناس ، آمن به حين كفر به أقرباؤه وعشيرته ، آمن به ولم تمضِ من عمره الشريف إلّاعشر سنين ، فكان أوّل مؤمن من الرجال .
وحين صدع النبيّ صلى الله عليه و آله بتبليغ الرسالة آزره منذ اليوم الأوّل ، فارتقى ظهره الشريف وحطّم أصنام قريش وآلهتها ، وذبّ عنه ودفع عنه أذاهم . ولمّا عزموا على قتله فداه بنفسه بالمبيت على فراش النبي صلى الله عليه و آله ليلة خروجه إلى المدينة ، فأكرمه اللّٰه بذلك وأنزل في حقّه آية ، قال ابن أبي الحديد :
«وقد روى المفسّرون كلّهم إن قول اللّٰه تعالى : «وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ » 2 انزلت في علي عليه السلام ليلة المبيت على الفراش» 3 .
شهد جميع حروب النبي صلى الله عليه و آله منذ نعومة أظفاره ، وله