115
الاستشهاد بالواقعة
وقد استشهد أميرالمؤمنين(ع) بهذه الواقعة العظيمة أمام الناس كافة في زمن خلافته عدة مرات - كما ذكر ذلك المؤرخون - منها ما روي عن زيد بن أرقم قال: نشد علي الناس في المسجد فقال: أنشدالله رجلاً سمع النبي(ص) يقول: >من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه< فقام اثنا عشر بدرياً، ستة من الجانب الأيمن، وستة من الجانب الأيسر، فشهدوا بذلك.
قال زيد بن أرقم: >وكنت أنا فيمن سمع ذلك فكتمته، فذهب الله ببصري<، وكان يتندم على ما فاته من الشهادة ويستغفر 1.
ومن ذلك أيضاً ما روي عن طلحة بن عميرة قال: نشد علي(ع) الناس في قول النبي(ص): >من كنت مولاه فعلي مولاه< فشهد اثنا عشر رجلاً من الأنصار، وأنس بن مالك في القوم لم يشهد، فقال له أميرالمؤمنين(ع): يا أنس، قال: لبيك، قال: >ما يمنعك أن تشهد وقد سمعت ما سمعوا<؟ فقال: يا أميرالمؤمنين، كبرت ونسيت، فقال أميرالمؤمنين(ع): >اللهم إن كان كاذباً فاضربه ببياض - أو بوضَحٍ - لا تواريه العمامة< قال طلحة بن عميرة: فأشهد بالله لقد رأيتها بيضاء بين عينيه 2.