62قريباً من مرسى جدّة ، بعث اللّٰه عليها ريحاً فحطمها ، انتهى .
قلت : لا يعرف طريق بين بحر الروم والحبشة ، يمر فيها على جدّة الّا أن يكون ملك الروم طلب ذلك من ملك مصر فجهزها له من بندر السويس أو الطور أو نحو ذلك .
قال ابن إسحاق : وكان بمكة قبطي يعرف نجر الخشب وتسويته ، فوافقهم أن يعمل لهم سقف الكعبة ، ويساعده باقوم ، وقال : وكانت حية عظيمة تخرج من بئر الكعبة -\التي يطرح فيها ما يهدى إلى الكعبة - تشرف على جدار الكعبة ، لا يدنو منها أحد الّا كشت وفتحت فاها ، وكانوا يهابونها ويزعمون أنها لحفظ الكعبة وهداياها ، وأن رأسها كرأس الجدي ، وظهرها وبطنها أسود ، وأنها أقامت فيها خمسمئة سنة وقال ابن عنبة : « فبعث اللّٰه تعالى طائراً فاختطفها ، وذهب بها ، قالت قريش : نرجو أن يكون اللّٰه تعالى رضي لنا بما أردنا فعله ؛ فأجمع رأيهم على هدمها وبنائها 1.
قال ابن هشام : فتقدم عائذ بن عمران بن مخزوم ، وهو خال أبي النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، فتناول حجراً من الكعبة ، فوثب من يده حتى رجع إلى مكانه ، فقال : يا معشر قريش لا تدخلوا من مالكم في بنيانها الّا حلالاً طيباً ، ليس فيه مهر بغيّ ولا رباً ولا مظلمة .
ثمّ إنّ قريشاً اقتسموا جوانب البيت ، فكان شق الباب لبني زهرة 2 وبني عبد