12
هجرته إلى الحجاز :
في أواخر سنة 1193 ه تشرف بالحج إلى بيت اللّه الحرام ، ليس لقصد الحج فقط بل لاقامة مشاعر الحج واصلاح بعض مواقفه وتأسيس مواقيته ، وبقي في مكة أكثر سنتين موضع حفاوة وعناية من كافة طبقات مكة ، حتى أنّه كان يوضع له كرسي الكلام فيحاضر بالمذاهب المختلفة ، ويحضر عليه أرباب المذاهب ، وكان لقدرته العلمية ومعرفته بمختلف المذاهب الاسلاميّة يرتئيه كل مذهب لنصرته ، ويدّعيه أهل كل مذهب لنفسه ، ويستعمل التورية في بيان مذهبه عندما يسأل عنه ، كقوله : احمد جدي ، وأما والدي
هذا ، ولقد بلغ من علمه وشأنه ان قال بعضهم : لو أنّ بحر العلوم ادّعى مذهباً لما تجرّأ أحد على البحث معه أو الوقوف بوجهه ، فقد كان علماء مكة يتحلّقون حوله في صحن المسجد الحرام فيقضي في تدريسهم شطراً من الليل .
ولم ينحصر نشاط السيد اثناء اقامته في مكة على التدريس والبحث ، بل تعدّىٰ إلى بعض الأعمال الهامّة منها :
انه حدّد بدقة أماكن الحج ومواقف ومواقيت الاحرام طبقاً لما عيّنه الشرع ،