27عكّا في المأدبة الإلهيّة التي جعلها مائدة للسباع والطيور والهوام ، وذلك الواحد الذي يبقى هل هو ممّن استثنى اللّٰه في قوله تعالى : «وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاّٰ مَنْ شٰاءَ اللّٰهُ » 1 أو هو يموت في تلك النفخة ، وإنّما شككت في مدّة إقامة المهدي إماماً في الدُّنيا لأنّي ما طلبت من اللّٰه تحقيق ذلك أدباً معه تعالى أن أسأله في شيء من ذات نفسي ، ولمّا سلكت معه هذا الأدب قيّض اللّٰه تعالى واحداً من أهل اللّٰه عزّ وجلّ فدخل عليَّ وذكر لي عدد هؤلاء الوزراء ابتداءً ، وقال لي : هم تسعة ، فإنّ بقاء المهدي لابدّ أن يكون تسع سنين ، وأطال في بيان ذلك وقال في محلّ آخر من فتوحاته :
إنّه يحكم بما ألقى إليه ملك الإلهام من الشريعة وذلك أنّه يلهم الشرع المحمّدي فيحكم به كما أشار إليه حديث (المهدي يقفو أثري لا يخطىء) فعرفنا صلى الله عليه و آله و سلم أنّه متّبع لا مبتدع ، وأنّه معصوم في حكمه ، فعلم أنّه يحرم عليه القياس مع وجود النصوص التي منحه اللّٰه إيّاها على لسان ملك