18وأمّا التحريف بالنقيصة بمعنى حذف بعض الكلمات أو الآيات أو السور فهو مما ننكره أشد الإنكار ولم يقبله عامّة المسلمين إلّاالقليل منهم وإن وردت فيه روايات أكثرها من طرق أهل السنّة وبعضها من طرق الشيعة إلّاأنّ جميع هذه الروايات تكون في موضع رفض من قبل المسلمين ، وسنبحث عنها فيما يلي بنحو الاختصار بعون اللّٰه تعالى .
ملخّص كلام المرحوم آيةاللّٰه العظمى الخوئي :
قال : يطلق لفظ التحريف ويراد منه عدّة معان على سبيل الاشتراك ، فبعض منها واقع في القرآن باتّفاق من المسلمين ، وبعض منها لم يقع فيه باتّفاق منهم أيضاً ، وبعض منها وقع الخلاف بينهم .
وإليك تفصيل ذلك :
الأوّل : نقل الشيء عن موضعه وتحويله إلى غيره ، ومنه قوله تعالى :
«مِنَ الَّذِينَ هٰادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوٰاضِعِهِ» . 1
ولا خلاف بين المسلمين في وقوع هذا التحريف في كتاب اللّٰه ، فإنّ كلّ من فسرّ القرآن بغير حقيقته وحمله على غير معناه فقد حرّفه ، مثل أهل البدع والمذاهب الفاسدة الذين حرّفوا القرآن بتأويلهم آياته على آرائهم وأهوائهم ، وقد ورد المنع عن التحريف بهذا المعنى وذمّ فاعله في عدّة من الروايات .
الثاني : النقص أو الزيادة في الحروف أو في الحركات ، مع حفظ