14الاحتمال يمكن حمله على الوجهين ، قال عَزّ وَجَلَّ : «يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوٰاضِعِهِ» و «يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوٰاضِعِهِ» و «وَ قَدْ كٰانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاٰمَ اللّٰهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مٰا عَقَلُوهُ» . 1ومعلوم أنّ التحريف بهذا المعنى تفسير معنوي ، أيتفسير الكلم على غير وجهها وبغير ما وضعت له .
القرآن ولفظ التحريف
استعمل القرآن لفظ التحريف في معناه اللغوي ، أيالتصرّف في الكلمة وتفسيرها على غير وجهها ، وهو تحريف معنوي كما أشير إليه في قول اللّٰه تعالى : «يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوٰاضِعِهِ» . 2وكذا في قوله تعالى في سورة البقرة : «وَ قَدْ كٰانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاٰمَ اللّٰهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مٰا عَقَلُوهُ» 3 أي : أنّهم كانوا يحرّفونه بعد علمهم بالمعنى الحقيقي الذي اريد منه ، ولكن كان المراد الحقيقي على خلاف مصالحهم .
فهو من سوء التأويل كما عبّر عنه الشيخ الطوسي في التبيان وقال :
«وقوله «يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ» فالتحريف يكون بأمرين : بسوء التأويل وبالتغيير والتبديل» . 4