31الرئيس ويصفهم بالخونة ، فلاشكَّ أنَّ هذا الرئيس سيغضب لذلك ولن يرضى أن يوصف المقربون منه بتلك الصفات ، وهنا عدَّة أمور:
الأول: لقد قاس الرسول الأعظم بمقياسه الصغير على أنَّه رئيس قوميَّة أو دولة ، ولكنَّ هذا القياس مع الفارق ؛ لأنَّ رئيس الدولة هو الذي اختار بطانته وقرَّبهم وجعلهم مختصين به ، بينما لم يجعل الرسول جميع صحابته من المقربِّين له ، بل كلامك أخذ للدعوى في الدليل في الواقع ، وهو مصادرة على المطلوب .
علاوةً على تفرّع ما ذكره عن عقيدته القاصرة في النبي صلى الله عليه و آله بأنَّه قابل للخطأ ، ولذا صحَّ له مثل هذا القياس ، والحقّ عندنا عدم صحَّة ذلك ، بل الأدلّة العقليَّة والنقليَّة قائمة على بطلان ذلك ، وهي قائمةٌ على أنَّه صلى الله عليه و آله معصوم عن الخطأ في كلّ شيء وكفانا دلالةً قوله تعالى: وَ مٰا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوىٰ* إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ 1الثاني: لو اكتشف أحد الرعيَّة خيانةً من مقرّبي الرئيس ونسبها إلى الرئيس أو كانت سوف تحسب عليه بما سيشوِّه سمعته عند الملأ ، فلاشكَّ أنَّ كشف هذه الخيانة وتبرئة الرئيس منها ليست ممَّا يغضب الرئيس ، بل هي ممَّايُسرُّه!!؟