26ثمّ إنّ الذي نلفت نظر القائل بالمنع إليه، هو أنّه لم يقترن ولن يقترن ادّعاء ورود الأمر الشخصي على هذا التخصيص، وانّما الكلّ يتّفق على جواز الاحتفال في جميع الأيام، غير أنّ تخصيص ذلك اليوم هو لأجل خصوصية كامنة فيه.
نعم من احتفل في مولد النبي وادّعىٰ ورود الشرع به، أو حثّه على هذا التخصيص فهو مبتدع، ولا أظن على أديم الأرض رجلاً يدّعي ذلك.
وبعبارة موجزة؛ فانّ كون الاحتفال بدعة رهن أمرين؛ وكلاهما منتفيان:
1 - عدم الدليل العام على الاحتفال.
2 - ادّعاء ورود الشرع بذلك اليوم الخاص وحثّه عليه.
فعندئذٍ فلا معنى لادّعاء البدعة.
ه - الاحتفالات تشتمل على أُمور محرّمة
إنّ هذه الاحتفالات مشتملة على أُمور محرّمة في الغالب، كاختلاط النساء بالرجال، وقراءة المدائح مع الموسيقى والغناء 1.
يلاحظ عليه: أنّ هذا النوع من الاستدلال ينمّ عن قصور باع المستدل، وهذا يدلّ على أنّه قد أعوزه الدليل، فأخذ يتمسّك بالطحلب شأن الغريق المتمسّك به.
فإنّ البحث في نفس مشروعية العمل بحد ذاتها، وأمّا الأُمور