339
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدُ للّه مُسَهّلِ الصعاب و مُيَسّرِ الحساب، و الصلاة على أشرف الأحباب، و على آله و أصحابه خيرِ آلٍ و أصحاب.
[صفة عمرة التمتّع]
و بعدُ، فهذه جملة كافِلة ببيان أقلِّ ما يجب معرفتُه من أحكام الحجّ و العمرةِ؛ تسهيلاً على المكلّفين و تيسيراً على المتعلّمين، فإنّ التيسيرَ مُرادُ الله تعالى، و هو حَسْبُنا و نعم المُعِين.
اعلم أنّ الواجبَ على الآفاقي و هو من نأى منزلُه عن مكّةَ بمرحلتينِ مع استطاعته إلى الحجّ حجّ التمتّع، و هو الذي تُقَدّمُ عُمرتُه على حَجّه.
و الواجبُ إذا وَصَلَ إلى ميقات الإحرامِ و هو مسجدُ الشجَرة لمن حَجّ على طريق المدينة، و الجُحْفَةُ لمن حَجّ على طريقِ مصرَ، و يَلَمْلَمُ [لأهل اليمن و]لمن مرّ به، و العَقيقُ لأهل العِراقِ و من في معناهم، و مُحاذِي أحدِ المواقيتِ و لو ظنّاً لمنْ لم يُصادِفْ طريقُه أحَدَها أنْ يُحْرِمَ منه بأنْ يَنْزِعَ المخيطَ و يَكْشِفَ رأسَه و قدَمَيْه إلا ما يتوقّفُ عليه لُبْسُ النعلَيْنِ إنْ كان رجلاً، و يُزيلُ ما على بدنه مِن رائحة الطيبِ.
ثمّ ينوي العمرةَ، و صِفتُها: «أُحْرِمُ بعمرة التمتُّع لوجوبه قربةً إلى الله» ، و لو اقتصر على قوله ناوياً: «أُحْرِمُ بالعمرةِ لِلّه» كفى. ثمّ يُلبّي ناوياً: «أُلَبّي