6
وَ إِنَّمَا يُقَبَّلُ اَلْحَجَرُ وَ يُسْتَلَمُ لِيُؤَدَّى إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْعَهْدُ اَلَّذِي أَخَذَ عَلَيْهِمْ
«و إنما يقبل الحجر و يستلم»
أي يلمس و يمس باليد، روى الصدوق في الصحيح عن أبي بصير و زرارة و محمد بن مسلم كلهم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إن الله عز و جل خلق الحجر الأسود ثمَّ أخذ الميثاق على العباد ثمَّ قال: للحجر التقمه و المؤمنون يتعاهدون ميثاقه.
و في الموثق، عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الميثاق ائتلف هاهنا و ما تناكر منها في الميثاق اختلف هاهنا و الميثاق هو في هذا الحجر الأسود أما و الله (إنظ) له لعينين و أذنين و فما و لسانا ذلقا و لقد كان أشد بياضا من اللبن و لكن المجرمين يستلمونه و المنافقين فمثل (أي صار أسود) فبلغ ما ترون.
و الأخبار في هذا الباب كثيرة أجمعها ما رواه الكليني و الصدوق، عن بكير بن أعين قال، سألت أبا عبد الله عليه السلام: لأي علة وضع الله الحجر (الأسودخ) في الركن الذي هو فيه و لم يوضع في غيره؟ و لأي علة يقبل؟ و لأي علة أخرج من الجنة؟ و لأي علة وضع ميثاق العباد و العهد فيه و لم يوضع في غيره؟ و كيف السبب في ذلك؟ تخبرني جعلني الله فداك، فإن تفكري فيه لعجب (تعجبخ) .
قال: فقال: سألت و أعضلت في المسألة و استقصيت فافهم الجواب و فرغ قلبك و أصغ سمعك أخبرك إن شاء اللهأن الله تبارك و تعالى وضع الحجر الأسود و هي جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم عليه السلام فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق، و ذلك أنه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان، و في ذلك المكان تراءى لهم، و من ذلك المكان يهبط الطير