29يحتاجونها عن هذا الطريق.
فلو أنّ المسلمين كانوا قد اعترفوا بالمرجعية العلميّة للإمام علي عليه السلام وأهل البيت بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، أو أنهم كانوا علىٰ الأقل رجعوا إلىٰ هذه العترة للحصول علىٰ العلوم، لأصبحت الحقائق والمعارف الصحيحة والحيوية للإسلام بين أيديهم، ولبقوا مصونين من اختلاف وتشتّت المذاهب، ولكانوا باستخدامهم لهذه العلوم أضاءوا الدنيا ولفتوا انتباه العالم نحوهم، ولأصبح الوضع في العالم غير الذي نراه الآن.
ولكن لم يحصل هذا، لذلك ابتعد المسلمون عن مرجعيّة أهل البيت تدريجيّاً، ولم يستفيدوا جيّداً من هذا المنبع الغني والموثوق به في تعلّمهم الأحكام والعلوم الدينيّة، ولأجل توفير احتياجاتهم العلميّة تشتّتوا هنا وهناك، وفي بعض الأحيان سقطوا في حبائل خونة الدين ومزوّري الأحاديث.
هذه من أكثر الضربات المؤلمة الّتي أُصيب بها الإسلام الفتيّ، ولكن هذه المؤامرة بالطبع لم تقع دفعة واحدة بل حدثت تدريجيّاً؛ ففي بداية الإسلام وبعد وفاة الرسول الكريم كان المسلمون يرجعون إلى الإمام علي عليه السلام لتأمين احتياجاتهم العلميّة، وكانوا يستفيدون من آرائه في الفتوىٰ والقضاء، وكان عمر ابن الخطاب يرجع باستمرار إلىٰ الإمام علي عليه السلام في حل المعضلات الدينيّة، وكان يستفيد من آرائه، وعلىٰ سبيل المثال: