20
في بيتي يأتيني رسول اللّٰه أكثر ذلك في بيتي، وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني وأقام عنّي نساءه فلا يبقىٰ عنده غيري، وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني فاطمة ولا أحد من بنيّ، وكنت إذا سألته أجابني وإذا سكتّ عنه وفنيت مسائلي ابتدأني، فما نزلت علىٰ رسول اللّٰه آية من القرآن إلّاأقرأنيها وأملاها عليَّ فكتبتها بخطي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وخاصّها وعامّها، ودعا اللّٰه أن يعطيني فهمها وحفظها، فما نسيت آيةً من كتاب اللّٰه وعلماً أملاه عليَّ وكتبته منذ دعا اللّٰه لي بما دعا، وما ترك شيئاً علّمه اللّٰه من حلالٍ وحرامٍ ولا أمرٍ ولا نهيٍ كائنٍ أو يكونُ ولا كتابٍ منزّلٍ علىٰ أحدٍ قبله من طاعةٍ أو معصيةٍ إلّاعلَّمنيه وحفظته فلم أنس حرفاً واحداً، ثمّ وضع يده علىٰ صدري ودعا اللّٰه لي أن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكماً ونوراً، فقلت: يا نبيّ اللّٰه بأبي أنت وأمي منذ دعوت اللّٰه لي بما دعوت لم أنس شيئاً ولم يفتني شيء لم أكتبه، أفتخاف عليَّ النسيان فيما بعد؟ فقال: لا، لست أتخوّف عليك النسيان والجهل» 1.
وقال علي عليه السلام :
«واللّٰه ما نزلت آية إلّاوقد علمت فيما نزلت وعلىٰ من نزلت. إنّ ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً ناطقاً» 2.