10فالآية بصدد التسلية للنبيصلَّى اللّٰه عليه و آله و سلَّم فتقول: لا تعجبنّ يا محمد من هؤلاء اليهود الذين همّوا أن يبسطوا أيديهم إليك وإلى أصحابك وينكثوا العهد الذي بينك وبينهم ويغدروا بك، فانّ ذلك دأبهم وعادات أسلافهم، فقد أخذتُ ميثاقهم على طاعتي في زمن موسى و بعثت منهم اثني عشر نقيباً فنقضوا ميثاقي وعهدي، فلعنتهم بنقضهم ذلك العهد والميثاق. وكان من فعالهم انّهم نبذوا الكتاب وضيّعوا حدوده وفرائضه وكتموا صفات النبيصلَّى اللّٰه عليه و آله و سلَّم في كتبهم وقد كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم.
يقول سبحانه: (الَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ يَعْرِفُونَهُ كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ ). 1
وقد بلغ خبثهم بمكان عندما أُمروا بطلب الغفران وحطِّ الذنوب عند دخول الباب غيّروا وبدّلوا كلام اللّٰه