73
قال : خرج قوم من أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم بعد ذلك - أي بعد نزول الآية التي ذكرت فيها الشجرة - بأعوام فما عرف أحد منهم الشجرة واختلفوا فيها ، قال ابن عمر :
كانت رحمة من اللّٰه» .
فهذا النص يبين أنّهم لم يكونوا يعرفونها بعد ذلك ، فكيف يقطع سيدنا عمر ما ليس بمعلوم ولا معروف ؟ ! ولو فرضنا أنّه قطع شجرة - وليس هذا بصحيح ولا ثابت - فمعناه أنّه قطع شجرة أخرى ادّعى بعض الناس أنّها شجرة بيعة الرضوان ويؤكد ما قررناه ويبطل أسطورة قطع سيدنا عمر للشجرة ما رواه نافع نفسه بسند صحيح عنه عن عبد اللّٰه بن عمر ! !
فقد روى البخاري في «الصحيح» من طريق نافع قال : قال ابن عمر :
«رجعنا من العام المقبل ، فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها ، كانت رحمة من اللّٰه ، يقول راوي الحديث : فسألنا نافعاً على أي شيء بايعهم ، على الموت ؟ قال : لا ، بل بايعهم على الصبر» 1 .