34
و انكم دعوتم فلم تجابوا ، و امرتم فلم تطاعوا ، و انكم دعائم الدين و اركان الأرض ، لم تزالوا بعين الله ، ينسخكم من اصلاب كل مطهر ، و ينقلكم من ارحام المطهرات ، لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء ، و لم تشرك فيكم فتن الأهواء ، طبتم و طاب منبتكم ، من بكم علينا ديان الدين ، فجعلكم فى بيوت اذن الله ان ترفع و يذكر فيها اسمه ، و جعل صلاتنا عليكم رحمة لنا و كفارة لذنوبنا ، اذ اختاركم الله لنا ، و طيب خلقنا بما من علينا من و لا يتكم ، و كنا عنده مسمين بعلمكم ، معترفين بتصديقنا اياكم ، و هذا مقام من اسرف و اخطأ و استكان و اقر بما جنى ، و رجى بمقامه الخلاص ، و ان يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى من الردى ، فكونوا لي شفعاء ، فقد و فدت اليكم اذ رغب عنكم اهل الدنيا ، واتخذوا آيات الله هزوا ، و استكبروا عنها.
يا من هو قائم لا يسهو ، و دائم لا يلهو ، و محيط بكل شىء ، لك المن بما و فقتني ، و عرفتني بما اقمتني عليه ، اذ صد عنه عبادك وجهلوا معرفته ، و استخفوا بحقه ، و مالوا الى سواه ، فكانت المنة منك على مع اقوام خصصتهم بما خصصتني به ، فلك الحمد اذ كنت عندك في مقامي هذا