8علىٰ وفقه ، فمن رفضه اعتقاداً أو خالفه عملاً فهو مشرك وليس بمسلم .
إنّه سبحانه يركّز علىٰ أنّ الهدف من وراء بعث الأنبياء هو دعوة الناس إلىٰ التوحيد في العبادة ، ونبذ عبادة الطاغوت ، يقول سبحانه : «وَ لَقَدْ بَعَثْنٰا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّٰهَ وَ اجْتَنِبُوا الطّٰاغُوتَ » 1 .
إنّه سبحانه جعل التوحيد في العبادة أصلاً مشتركاً بين الشرائع السماويّة التي أنزلها علىٰ المصطفين من عباده ، وأمر النبيّ صلى الله عليه و آله أن يدعو أهل الكتاب إلىٰ كلمة سواء بينه وبينهم ألا وهي التوحيد في العبادة ، وقال : «قُلْ يٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ تَعٰالَوْا إِلىٰ كَلِمَةٍ سَوٰاءٍ بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمْ أَلاّٰ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّٰهَ وَ لاٰ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ لاٰ يَتَّخِذَ بَعْضُنٰا بَعْضاً أَرْبٰاباً مِنْ دُونِ اللّٰهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنّٰا مُسْلِمُونَ » 2 .
إنّ الحدّ الفاصل بين الموحد والمشرك هو أنّ الموحّد يستبشر بذكر اللّٰه سبحانه خلافاً للمشرك الذي يستبشر بذكر غيره .
قال سبحانه : «وَ إِذٰا ذُكِرَ اللّٰهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَ إِذٰا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذٰا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ » 3 .
نعم هذا هو حال المشرك فهو يستكبر عن عبادته سبحانه ، كما يقول تعالىٰ :
«إِنَّهُمْ كٰانُوا إِذٰا قِيلَ لَهُمْ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ يَسْتَكْبِرُونَ» 4 .
فعلىٰ ضوء ذلك فلا اختلاف بين المسلمين في التوحيد في العبادة ، وهو أصل اتّفقت عليه كافّة مذاهبهم ، غير أنّ هناك موضوعات ربّما يتصوّر أنّها من مقولة العبادة لغيره سبحانه أو من مصاديق البدعة ، فهذا وذاك دعانا إلىٰ طرح